الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
67116 مشاهدة
حكم تعليق الملصقات على الحائط والتي تتضمن صورًا لذوات الأرواح


س 14: وسئل -رعاه الله- نلاحظ كثيرًا من المدارس سواء كانت حكومية أو أهلية تضع ملصقات على شكل صور لذوات الأرواح أو براويز معلقة على الحائط، تحمل صورًا لذوات الأرواح أو رسمًا باليد أو لأشكال مجسمة من ذوات الأرواح، وتعرض كنشاط لتلك المدرسة، فما حكم هذا العمل؟ وما نصيحتكم لإدارات المدارس حول هذا الموضوع؟
فأجاب: ورد الوعيد الشديد على عمل التصوير وعلى اقتناء الصور ، فحمله بعضهم على من يضاهي خلق الله -تعالى- ففي الحديث القدسي قال الله -تعالى- ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي وفي حديث آخر قال النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد الناس عذابًا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله ومعناه أن المصور كأنه يرفع نفسه ويقلد خلق الله فيخلق مثله، وقيل: إن الوعيد خاص بمن صورها لتعبد مع الله، كالذين صوروا تماثيل الصالحين من قوم نوح فكان ذلك سببا لعبادتها.
لكن ورد وعيد شديد لمن صنع الصور ذوات الأرواح وأنه يقال لهم يوم القيامة: أحيوا ما خلقتم وأن من صور صورة كُلِّف أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخٍ ؛ فعلى هذا ننصح أهل المدارس حكومية أو أهلية ألا يشغلوا طلابهم بهذا التصوير أو الرسم الذي يمثل حيوانًا له روح مما يمثل خلق الله -تعالى- ولو ذبابًا أو بعوضة.
ومتى أرادوا إظهار نشاطهم وأعمالهم فلهم أن يرسموا الشجر والجبال والمباني والصناعات الحديثة، وأدوات القتال من الأسلحة ونحوها، فالاشتغال برسمها ثم إلصاقها على الحيطان يمثل نشاطًا ومعرفة قوية قد تفوق التصاوير لذوات الأرواح؛ فإن هذه الصناعات والاختراعات قد يحتاج إلى عملها وإصلاحها، وقد وضع لها ورش ومصانع لإصلاح ما فسد منها وإبدال ما خرب من أجزائها، فالتدريب على رسمها كاملة أو مقطعة يفيد الطالب عند الحاجة؛ ليصلح ما وهى منها، ويعرف الخراب ويتصور موضعه، فأما تصوير الحيوانات فلا يستفاد منه سوى معرفة المهارة والقدرة على الرسم اليدوي، فإن احتيج إلى معرفة أجزاء الحيوان جاز رسمها مقطعة كالقلب والرئتين والكف والقدم والأضلاع ونحو ذلك، فيباح للتعلم كالعلاج ومداواة الأمراض ونحوها، ويكون ذلك بقدر الحاجة.